حسان علي عطوان (سورية) . ولد عام 1946 في مدينة دير الزور. بعد الثانوية العامة انتقل إلى دمشق, وحصل على ليسانس في اللغة العربية ثم ماجستير في النقد. عمل في دولة قطر إعلامياً وناشراً, ثم مديرا لدار حسان عطوان للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق.
دواوينه الشعرية: حوار على أرض محايدة مع أبي الطيب المتنبي 1986 ـ معمودية الدم 1987.
مؤلفاته: منها: حين يتألق الخليج ـ وجه الإنسان ـ الحياة المسرحية في قطر ـ الحياة التشكيلية في قطر.
حصل علي جائزة الوعي العربي 1961, وجائزة جامعة دمشق 1967, وجائزة جامعتي دمشق وحلب 1968, وجائزة الجامعات السورية1969 , وجائزة السياب 1969, وجائزة الشبيبة 1970, وجائزة الشعر العربي 1981, وجائزة ابن خفاجة من المعهد الإسباني العربي بمدريد 1985 , وجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - فرع أفضل ديوان1991.

عنوانه: ص.ب 31773 - دمشق.
 

الـمـحـــاكــــمـــة

تريد الضفافُ التي امتلأت بنقيق الضفادع

لو أبدل (المتنبي) نياشينَه وغيومَ قوافيه بالشعر

والكلماتِ الرخيصة

لتولد أعراسُ حمص مرايا مهشمةً

والثغورُ حناجرَ مبحوحةًٌ تسبِّح مجد البلاط

تريد الضفاف التي ُولِدَتْ من تشقق حزن الأكفِّ

وصبرِ القلوب الكسيرة

لو فَصَدَتْ دماء الخيول الأصيلة

واستنبتت مصاطب خيل مُهَجَّنةٍ

ليخرجَ (كافوُر) من خوفه

و(ابنُ عبّاد) يجمع أبواقه

تريد الضفاف

رُكَباً أجفلتْ

كما يتجافلُ موجُ الهزيمة بعد احتراقِ الغيوم

تريدُ الضّـفاف...

وجوها موسَّمةً بالبكاء المُداهن

تريد الضفاف من (المتنبي)

مفارقةَ الليل والخيل

والوُكُنَات البعيدة بالشعر.

تساءلْتُ حين رأيتُكَ ترسُـف بالقيد

من أوصَلَ الشعر للحسرات وفقدِ الشهاده

ومن كان حمَّالَةً لقبول الفراق ورفض الرياده..?

ومن قال:

(لو لم أخفْ غيرَ أعدائه عليه لبشَّرْتُه بالخلود ...!!)

فيا متنبي

ُتراك تخليت عن همهمات الجراحْ

وأجفلت خَوْفَ الردى والقيود ..?

فما بك ترضى سؤال العبيد

وتجلسُ في محفلٍ من قرود..?

ويا متنبي

جراحُك مطلولة

ودروبك مَرْسومةٌُ

ويا متنبي

كلانا طريد

نكابدُ آن تصيرُ الحقيقة وعداً جراح اللئامْ

وكلّ يقايضُ حزن الصباحات

لا الوقتُ يدخل طقس الولادة

ولا أنتَ مستعجلاً دهرك اللَّولبي

كلانا غريب

يغني على شرفات (المماليك)

صوتين منفردين

نغني النَّدامى الصَّعاليك

وحاشاك أن تستعير الوجوه الرضية

يا حاملاً دمك الآن بيرق عِزّ على صهوات الرحيلْ

تُراك تموت لمجد الفصول..?

تساءلت آن فقدت الدليل

وقفت على مفرق العتبات الكريمة

كلٌّ يدلّي نياشينه في طقوس الهزائم

يا زمان الولائم

تساءلت ما ردَّ صوتك عبر الشموس الحزينه

ردت على غبش الصبح كوكبة من نوارس حزنك

تهمي على القلب

مجروحة من رحيل الخيول

مفزَّعة في ليالي الطبول